مــــــزجانـــجى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    حقيقة الإلحاد في أسماء الله تعالى

    همس الحياه انسان
    همس الحياه انسان


    ذكر عدد الرسائل : 43
    العمر : 40
    تاريخ التسجيل : 11/05/2007

    حقيقة الإلحاد في أسماء الله تعالى Empty حقيقة الإلحاد في أسماء الله تعالى

    مُساهمة من طرف همس الحياه انسان الثلاثاء مايو 15, 2007 2:42 am

    Question

    وحقيقة الإلحاد فيها هو الميل بها عن الاستقامة إما بإثبات المشاركة فيها لأحد من الخلق ، كإلحاد المشركين الذين اشتقوا لآلهتهم من صفات الله مالا يصلح إلا لله ، كتسميتهم اللات من الإله ، والعزى من العزيز ، ومناة من المنان ، وكل مشرك تعلَّق بمخلوق اشتق لمعبوده من خصائص الربوبية والإلهية من برر له عبادته . وأعظم الخلق إلحاداً طائفة الاتحادية الذين من قولهم : إن الرب عين المربوب فكل اسم ممدوح أو مذموم يطلق على الله عندهم تعالى الله عن قولهم علوا كبيراً . وإما أن يكون الإلحاد بنفي صفات الله وإثبات أسماء لا حقيقة لها كما فعل الجهمية ومن تفرَّع عنهم ، وإما بجحدها وإنكارها رأساً إنكاراً لوجود الله كما فعل زنادقة الفلاسفة فهؤلاء الملحدون قد انحرفوا عن الصراط المستقيم ويمَّموا طرق الجحيم .
    قال ابن القيم رحمه الله تعالى : قال تعالى : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون } والإلحاد في أسمائه هو العدول بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت لها وهو مأخوذ من الميل كما يدل عليه مادته ل ح د . فمنه اللحد

    وهو الشق في جانب القبر الذي قد مال عن الوسط . ومنه الملحد في الدين المائل عن الحق إلى الباطل . قال ابن السكيت الملحد المائل عن الحق المدخل فيه ما ليس منه . ومنه الملتحد وهو مفتعل من ذلك . وقوله تعالى : { ولن تجد من دونه ملتحدا } أي من تعدل إليه وتهرب إليه وتلتجئ إليه وتبتهل إليه فتميل إليه عن غيره . تقول العرب : التحد فلان إلى فلان إذا عدل إليه . إذا عرف هذا فالإلحاد في أسمائه تعالى أنواع :
    أحدها : أن تسمى الأصنام بها كتسميتهم اللات من الإلهية ، والعزى من العزيز . وتسميتهم الصنم إلاهاً وهذا إلحاد حقيقة فإنهم عدلوا بأسمائه إلى أوثانهم وآلهتهم الباطلة .
    الثاني : تسميته بما لا يليق بجلاله كتسمية النصارى له أباً وتسمية الفلاسفة له موجباً بذاته أو علة فاعلة بالطبع ونحو ذلك .
    وثالثها : وصفه بما يتعالى عنه ويتقدس من النقائص كقول أخبث اليهود : إنه فقير . وقولهم إنه استراح بعد أن خلق خلقه . وقولهم : { يد الله مغلولة غلَّت أيديهم ولعنوا بما قالوا } وأمثال ذلك مما هو إلحاد في أسمائه وصفاته .
    ورابعها : تعطيل الأسماء عن معانيها وجحد حقائقها كقول من يقول من الجهمية وأتباعهم : إنها ألفاظ مجردة لا تتضمن صفات ولا معاني فيطلقون عليه اسم السميع ، والبصير ، والحي ، والرحيم والمتكلم ، والمريد ، ويقولون : لا حياة له ، ولا سمع ، ولا بصر ، ولا كلام ، ولا إرادة تقوم به وهذا من أعظم الإلحاد فيها عقلاً ، وشرعاً، ولغة ، وفطرة وهو يقابل إلحاد المشركين فإن أولئك أعطوا أسمائه وصفاته لآلهتهم وهؤلاء سلبوه صفات كماله وجحدوها وعطلوها فكلاهما ملحد في أسمائه ثم الجهمية وفروخهم متفاوتون في هذا الإلحاد فمنهم الغالي والمتوسط والمنكوب . وكل من جحد شيئاً مما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله فقد ألحد في ذلك فليستقل أو ليستكثر .
    وخامسها : تشبيه صفاته بصفات خلقه ، تعالى الله عما يقول المشبهون علواً كبيراً ، فهذا الإلحاد في مقابلة إلحاد المعطلة فإن أولئك نفوا صفة كماله وجحدوها ، وهؤلاء شبهوها بصفات خلقه فجمعهم الإلحاد وتفرقت بهم طرقه وبرأ الله أتباع رسوله وورثته القائمين بسنته عن ذلك كله فلم يصفوه إلا بما وصف به نفسه ، ولم يجحدوا صفاته ، ولم يشبهوها بصفات خلقه ، ولم يعدلوا بها عما أنزلت عليه لفظاً ولا معنى بل أثبتوا له الأسماء والصفات ونفوا عنه مشابهة المخلوقات فكان إثباتهم بريئاً من التشبيه وتنزيههم خالياً من التعطيل لا كمن شبه حتى كأنه يعبد صنماً أو عطل حتى كأنه لا يعبد إلا عدماً . وأهل السنة وسط في النحل كما أن أهل الإسلام وسط في الملل ، توقد مصابيح معارفهم من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء . فنسأل الله تعالى أن يهدينا لنوره ويسهل لنا السبيل إلى الوصول إلى مرضاته ومتابعة رسوله إنه قريب مجيب.

    ((منقول من))
    شرح
    أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة

    كتبه
    الفقير إلى الله تعالى
    سعيد بن علي بن وهف القحطاني


    وفى الختام نسألكم الدعاء
    Suspect

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 10:54 am